الحداق سالم الحبيل يكشف أسرار صيد الهامور والتونة العمانية في محادق الخليج
تعتبر هواية صيد الأسماك أو "الحداق" من الهوايات الشعبية العريقة في دولة الكويت، حيث يمارسها الكبير والصغير من الرجال والنساء، وتتطور مع مرور السنين والممارسة حتى يصل صاحبها إلى خوض تجارب صيد خارجية متنوعة.
التقت صفحة "بحري" بالحداق الكويتي سالم الحبيل الذي حدثنا عن بداياته البحرية وتجربته في صيد محادق سلطنة عمان، مؤكداً على أهمية الحفاظ على تراث الآباء والأجداد في هذه المهنة النبيلة.
البدايات والتعلم من الخوال
يقول الحداق سالم الحبيل: "تولعت بالصيد من صغري وعشقت مسكة الخيط من خوالي وكانوا يأخذوني معهم خلال رحلاتهم البحرية في نهاية الأسبوع إلى الأسياف أو بالطراد للصيد، وأكثر ما تعلمته شكة الييمة والترديع والموادع ومعرفة أنواع الييم حق كل سمكة ومعرفة أنواع الأسماك وأوقات حضورها".
وأضاف الحبيل أنه بعد أن كبر تعرف على صديقه أحمد في المرحلة الثانوية وبدأت قصة جديدة من تنوع وتطور الصيد، حيث بدأت رحلاتهما تتنوع ما بين محادق شمالية وجنوبية، وأكثر ما كانا يذهبان إلى منطقة بنيدر وطرق صيدهما تتنوع ما بين حداق وتشخيط.
أماكن وحضور الأسماك في الكويت
وبحسب الحبيل، في الوقت الحالي تحضر سمكة الشعم والنويبي والشيم، مؤكداً أن أماكن الصيد تعتمد على حسب السمكة التي تبحث عنها وعلى موسمها، وأنت تختار الطريقة المناسبة لصيدها.
وأشار إلى أن سمكته المفضلة هي الهامور وموسمه الذي يكثر فيه يكون خلال شهري مايو وسبتمبر، وطريقة صيده هي "محاياة" سواء جم أو شعم أو نويبي، مؤكداً أن أفضل أماكن تواجد الهامور هي الطبعانات.
تجربة استثنائية في محادق عمان
يتابع الحبيل قائلاً: "لقد تشبعت من صيد الكويت وفكرت أني أجرب صيد المحادق الخارجية، وفعلاً اتجهت في العام 2022 إلى سلطنة عمان وكانت تجربة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة وبعدها أصبحت عادة سنوية".
وأوضح أن حداق السلطنة له طعم آخر للباحثين عن الأسماك الطيبة والأماكن كثيرة، ويمكن تنويع طرق الصيد سواء بالطريقة التقليدية الخيط أو السنارة أو الجق أو اللفاح أو التشخيط، مشيراً إلى أن أكثر الأماكن المفضلة والشعبية هي منطقة الشويمية وجزيرة مصيرة وبحر مسقط ومنطقة خلوف.
جزيرة مصيرة وأسرارها
يعتبر الحبيل من عشاق جزيرة مصيرة التي تعتبر من الأقواع غير العميقة وتتراوح أعماق أقواعها ما بين 10 و120 متراً، وأسماكها متنوعة ما بين النهاش والشعري والصالة.
وأشار إلى أنه خلال شهر سبتمبر لغاية شهر نوفمبر يحصل صيد الهامور والامبرجاك والعظيمي والنهاش، والصيد بجزيرة مصيرة يكون بموسمين: الأول من شهر سبتمبر لغاية شهر نوفمبر، والموسم الثاني يكون من شهر يناير لغاية شهر مايو وهذا وقت صيد التونة أم ذيل أصفر.
سر العومة في الصيد العماني
كشف الحبيل عن سر مهم من أسرار الصيد بسلطنة عمان وهو "العومة"، مؤكداً أن أحجام التونة العمانية كبيرة وصيدها يحتاج إلى إعداد مسبق وتجهيز خاص، وأولها أن الواحد يتعب على صيد العومة وهي تكون حية، بعدها تكون رحلة الصيد صباحية إلى أماكن معينة.
صيد الجق ومتعته الخاصة
وعن طريقة الصيد بالجق، أوضح الحبيل أنها ممتازة وأول تجربة له كانت في جائحة كورونا، مؤكداً أنه دهش بفاعليته بالصيد، وفي الوقت الحالي أصبح أغلب أهل البحر يستخدمون الجق لما فيه من متعة خاصة مختلفة تماماً عن حداق الخيط.
دعوة للحفاظ على البيئة البحرية
واختتم الحبيل حديثه بدعوة للحفاظ على البيئة البحرية قائلاً: "أكثر شيء يضايقني في البحر هو رمي العلب والأكياس الفارغة والتلوث وقلة المسنات وعدم صيانة الموجودة، وكلي أمل بأن يهتم المسؤولون بشكاوى هواة الصيد وإنشاء مسنات جديدة وإيجاد حلول جذرية تنهي معاناتهم مع الزحمة التي تكون في نهاية الأسبوع على المسنات".