وزير الخارجية السوري: انتصار الثورة أعاد الثقة للشعب وأظهر قدرته على تجاوز الماضي

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني أن ما تحقق خلال عام واحد بعد انتصار الثورة المباركة أعاد الثقة للسوريين بأنفسهم، وأوصل للعالم صورة واضحة عن قدرة هذا الشعب المسلم على تجاوز الماضي والانطلاق نحو المستقبل بثقة كبيرة وإرادة صلبة.

وأشار الوزير الشيباني، في كلمته خلال منتدى الدوحة 2025، إلى أن سورية بعد الثامن من ديسمبر 2024 تمثل قصة نجاح حقيقية صاغها الشعب السوري بإرادته وعزيمته، رغم العقبات والإرث الثقيل الذي خلفه النظام البائد.

استعادة الكرامة والثقة الوطنية

وقال الشيباني إن الإنجاز الأهم خلال العام الماضي هو إعادة ثقة الشعب السوري بنفسه بعد أن شوهها النظام السابق، مؤكداً أن السوريين اليوم ينظرون إلى أنفسهم بثقة كبيرة في مختلف المجالات، وهو ما يعكس قيم الكرامة والعزة المتجذرة في التراث الإسلامي.

وأضاف أن أي حكومة تعمل بإخلاص ستنجز الكثير رغم قلة الإمكانيات، لافتاً إلى أن النجاحات التي تحققت جاءت بدعم الشعب السوري ووقوف الأشقاء إلى جانب سورية.

التحدي الإسرائيلي والثوابت الوطنية

وعن السياسات الإسرائيلية، أكد الشيباني أن أبرز التحديات الراهنة تتمثل في السياسات الإسرائيلية التي تسعى لزعزعة الاستقرار في سورية، موضحاً أن الخط الأحمر يتمثل في ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة.

وشدد على أنه لا يمكن المضي في أي اتفاق أمني مع إسرائيل وهي لا تزال تحتل أجزاء جديدة من سورية، مؤكداً التزام دمشق باتفاقية عام 1974 والمسار القائم حالياً.

الدعم القطري والشراكة الخليجية

من جانبه، أكد وزير الدولة في الخارجية القطري محمد بن عبدالعزيز الخليفي أن دولة قطر كانت جدية في موقفها إزاء الشعب السوري على مدى أربعة عشر عاماً، لأنها آمنت بأن هذا المسار هو الطريق الصحيح لاستعادة الحقوق وبناء دولة ذات سيادة مزدهرة.

وأوضح الخليفي أن الشراكة بين قطر وسورية في أقوى مستوياتها، حيث الانخراط قائم في مختلف القطاعات المالية والطاقة، لافتاً إلى أن قطر تدعم القضية السورية في المحافل الدولية.

الموقف الأميركي الجديد

وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس باراك أن الإدارة الأميركية اتخذت موقفاً مختلفاً يقوم على منح سورية فرصة لتحديد مسارها بعيداً عن أي تدخل خارجي، موضحاً أن الرئيس ترامب ووزير الخارجية شددا على ضرورة رفع العقوبات ودعم الحكومة السورية الجديدة.

وقال إن المسار في سورية يسير في الاتجاه الصحيح، مؤكداً أن القيادة الجديدة بحاجة إلى الاستقرار، ويجب منح السوريين الحق في اختيار شكل نظامهم السياسي.