الذكاء الاصطناعي يحول تحديات المياه إلى حلول مستدامة في دول الخليج
أكد المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور فيصل الحميدان أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية قادرة على تحويل التحديات المائية إلى فرص واعدة، وتحويل البيانات إلى قرارات دقيقة تدعم استدامة الموارد في المنطقة.
جاء ذلك خلال افتتاح ورشة العمل الإقليمية "الذكاء الاصطناعي للإدارة المستدامة لموارد المياه في دول مجلس التعاون الخليجي" التي ينظمها المعهد على مدى يومين، نيابة عن راعي الورشة وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور نادر الجلال.
تحديات مائية متنامية في المنطقة
وقال الحميدان إن العلم والابتكار يشكلان بوابة العبور إلى المستقبل، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي من أبرز الأدوات الأساسية في إدارة الموارد المائية نظرا إلى قدراته الاستثنائية في جمع البيانات وتحليلها والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية بدقة عالية.
وأضاف أن المنطقة تواجه تحديات تتعلق بندرة الموارد الطبيعية للمياه وتذبذب معدلات هطول الأمطار وازدياد الطلب نتيجة النمو السكاني وتوسع الأنشطة التنموية، لذا فإن توظيف التقنيات الحديثة يفتح آفاقا جديدة لحلول مبتكرة تعزز كفاءة التشغيل وتطور آليات التخطيط.
استراتيجية خليجية موحدة
من جانبه، أكد ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور محمد الرشيدي أن ملف المياه من أكثر الملفات الاستراتيجية أولوية لدى دول المجلس لارتباطه المباشر بالأمن المائي والغذائي ومتطلبات التنمية المستدامة.
وقال الرشيدي إن دول التعاون وضعت خارطة طريق واضحة لتعزيز العمل المشترك توجت بإعداد استراتيجية المياه الخليجية عام 2016 التي تم تحديثها العام الحالي لمراعاة المتغيرات الإقليمية والدولية.
تطبيقات متقدمة للذكاء الاصطناعي
وأوضح رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية المهندس حمد الحاتمي أن الورشة تأتي استكمالا لنتائج مؤتمر الخليج الـ15 للمياه الذي عقد في الدوحة أبريل 2024، وستكون مخرجاتها مدخلا لمؤتمر الخليج الـ16 للمياه المقرر عقده في سلطنة عمان عام 2026.
واستعرض الحاتمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحورية في مستقبل قطاع المياه ومنها التحليلات التنبؤية للكشف المبكر عن التسربات وتحسين كفاءة التحلية والتوزيع وإدارة الطلب وتقليل الفاقد ودعم استراتيجيات حماية جودة المياه.
تعاون عربي في البحث العلمي
من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الدكتور عبدالمجيد بن عمارة اهتمام الاتحاد البالغ بمجالات المياه والذكاء الاصطناعي ضمن مبادرة "التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار" التي تعد أول مبادرة للتعاون المشترك بين الباحثين في الدول العربية.
وأشاد بن عمارة بالدور البارز الذي تؤديه دولة الكويت ممثلة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية في دعم برامج ومبادرات الاتحاد التي تخدم الأهداف التنموية العربية.
هدف استراتيجي للأمن المائي
وقال رئيس اللجنة التنظيمية للورشة الدكتور محمد الراشد إن الورشة تسعى لتعزيز التعاون بين صانعي السياسات والباحثين وقادة الصناعة ووضع استراتيجيات عملية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة المياه بدول مجلس التعاون.
وأكد الراشد أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة استراتيجية لا غنى عنها لضمان استدامة الموارد المائية وتعزيز الأمن المائي في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمنطقة.
يذكر أن الورشة ينظمها المعهد بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون وجمعية علوم وتقنية المياه الخليجية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وتهدف إلى تبادل المعرفة وصياغة استراتيجيات قابلة للتطبيق وتعزيز الشراكات بين الباحثين وصناع القرار.