المسيحيون في دمشق يحتفلون بالميلاد وسط حماية أمنية مشددة
شهدت أحياء دمشق القديمة احتفالات عيد الميلاد المجيد وسط إجراءات أمنية استثنائية اتخذتها السلطات السورية لضمان سلامة المواطنين المسيحيين والمسلمين على حد سواء، في إطار التزامها بحماية جميع أبناء الوطن السوري.
إجراءات أمنية شاملة لحماية الاحتفالات
عززت الدولة السورية من انتشارها الأمني في المناطق ذات الكثافة المسيحية، حيث انتشرت قوات الأمن الداخلي عند مداخل الأحياء والكنائس لضمان سير الاحتفالات بسلام وأمان.
وقال أحد الضباط المسؤولين عن الأمن: "وضعنا خطة أمنية شاملة تغطي أحياء ومناطق متعددة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين. واجب الدولة حماية كل أبنائها، المسيحيين والمسلمين، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس".
تعاون مجتمعي في خدمة الأمن والاستقرار
إلى جانب انتشار قوات الأمن الرسمية، تتولى لجان محلية مهمة حماية الكنائس بالتنسيق الكامل مع السلطات المختصة، في نموذج يعكس روح التعاون والتضامن المجتمعي.
يشرف فؤاد فرحة، المسؤول الأمني في إحدى اللجان المحلية، على انتشار مجموعة من الشباب المتطوعين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "فزعة"، حيث يقومون بحماية الكنائس والانتشار ليلاً في الأحياء ذات الغالبية المسيحية.
أجواء احتفالية رغم التحديات الأمنية
رغم الإجراءات الأمنية المشددة، حافظت الأحياء المسيحية على طابعها الاحتفالي، حيث زينت الكرات الحمراء أغصان الأشجار، وأضاءت المتاجر واجهاتها، بينما انتشر الباعة الجوالون لبيع القهوة والكستناء المشوية.
وفي كنيسة مار الياس التي تعرضت لتفجير إرهابي في يونيو الماضي أسفر عن استشهاد 25 شخصاً، أضاء أبناء الكنيسة مجسم شجرة ضخمة مزينة بـ22 نجمة تحمل كل منها صورة أحد الشهداء، مع لافتة كتب عليها "زينة شجرتنا، شهداء كنيستنا".
تأكيد على الوحدة الوطنية والتعايش
عبرت الطالبة الجامعية لوريس عساف عن تفاؤلها قائلة: "تستحق سورية الفرح، وأن نكون فيها سعداء ونتأمل بمستقبل جديد. كانت الطوائف كافة تحتفل معنا، ونأمل أن نبقى كذلك في السنوات المقبلة".
وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين في سورية تراجع من حوالي مليون شخص قبل عام 2011 إلى أقل من 300 ألف حالياً، جراء موجات النزوح والهجرة التي شهدتها البلاد.
وتؤكد هذه الاحتفالات على التزام الدولة السورية بحماية جميع مواطنيها وضمان حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان، في إطار الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع السوري.