استراتيجية ترامب الأمنية الجديدة تثير جدلاً واسعاً في الإعلام الأوروبي
شهدت الصحف الأوروبية والأمريكية جدلاً واسعاً حول الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي التي أصدرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي تركز بشكل كبير على قضايا الهجرة والحفاظ على الهوية الحضارية.
موقف الإعلام الغربي من السياسات الأمريكية
تصدرت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستراتيجيته الجديدة للأمن القومي صفحات الرأي في أهم الصحف الأوروبية، حيث اعتبرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية تشكل تحدياً حقيقياً للقارة الأوروبية والاتحاد الأوروبي.
من جانبها، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً لجورج مونبيو بعنوان "الحقائق واضحة: على أوروبا أن تفتح أبوابها أمام المهاجرين، وإلا ستواجه حتمية زوالها"، والذي انتقد فيه استخدام إدارة ترامب مصطلح "محو الحضارة" في استراتيجيتها الجديدة.
التركيز على قضايا الهوية والحضارة
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مقال لتوماس فريدمان إلى أن ترامب "يريد حرباً حضارية جديدة" بدلاً من حرب باردة تقليدية، مؤكداً أن الاستراتيجية تركز على مفهوم الوطن الأمريكي والأوروبي من منظور العرق والعقيدة.
وأوضح فريدمان أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجعل "حماية الحضارة الغربية، مع التركيز على العرق والدين، محور الأمن القومي الأمريكي"، مشيراً إلى أن التهديد الأكبر يُعتبر الهجرة غير المنضبطة إلى أمريكا وأوروبا الغربية.
موقف الصحافة الفرنسية
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن استراتيجية الدفاع الوطني لإدارة ترامب تهدف إلى "تفكيك أوروبا" وتتميز بوضوحها، حتى في الأمور التي لم تذكرها صراحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية لا تتضمن سوى تصور "علاقات اقتصادية حقيقية ذات منفعة متبادلة" مع الصين، بينما تعتبر أن روسيا "لا تشكل تهديداً إلا في نظر الأوروبيين" وفقاً لرؤية الإدارة الأمريكية.
التحديات الديموغرافية الأوروبية
تطرق النقاش إلى التحديات الديموغرافية التي تواجه القارة الأوروبية، حيث أشار كاتبو الرأي إلى انخفاض معدل الخصوبة في الاتحاد الأوروبي وتأثير ذلك على مستقبل القارة.
وأكدت المقالات على أهمية التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والحاجة إلى معالجة التحديات الديموغرافية والاقتصادية التي تواجه المجتمعات الغربية.