خطبة الجمعة تؤكد أن التطاول على الناس سبب لدخول النار
أكدت خطبة الجمعة النموذجية التي أعدتها وزارة الشؤون الإسلامية أن كف الأذى عن الناس من الأخلاق الإسلامية الأصيلة، محذرة من أن التطاول على المسلمين باليد أو اللسان سبب من أسباب دخول النار.
محاسن الشريعة في حسن الخلق
أوضحت الخطبة أن من محاسن شريعتنا الغراء وديننا الحنيف العناية بمحاسن الأخلاق والمكارم والشيم، والتأكيد على الآداب والفضائل والقيم، إذ هي من أعظم ما يقوي أواصر المحبة بين المسلمين، ويعين على بقاء جسور المودة بين عباد الله الصالحين.
وأشارت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي وصححه.
تحذير من إيذاء المسلمين
شددت الخطبة على أن من الأخلاق الإسلامية الأصيلة والآداب المرعية الجميلة كف الأذى عن الناس وسلامتهم من اللسان واليد والظنون الكاذبة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
وحذرت من أن التطاول على الناس باليد أو اللسان سبب من أسباب دخول النار والعياذ بالله، ولو كان الإنسان مجتهداً في صلاته وصيامه وعبادته، مستدلة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن المرأة التي تؤذي جيرانها بلسانها فقال عنها النبي: "هي في النار".
وسائل التواصل وانتشار الإيذاء
أكدت الخطبة أنه مع انتشار وسائل التواصل اليوم، كثر في الناس أنواع الإيذاء، فنجد من يتسلط على إخوانه المسلمين بالسخرية والازدراء، أو الطعن والافتراء، فيرمي إخوانه بالكلام القبيح، ويتكلم في أعراضهم بالشتم والقذف الصريح.
وأوضحت أن كل ذلك مما يمزق الأخوة الإسلامية ويفرقها، ويهدم بناء المجتمع ويفتت تماسكه، مستشهدة بقول الله تعالى: "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب".
احتمال الأذى من محاسن الأخلاق
وفي الخطبة الثانية، أكدت أنه إذا كان كف الأذى عن المسلمين من أعظم الأخلاق الإسلامية، فأعلى منه رتبة احتمال الأذى منهم إذا وقع، مشيرة إلى قول الإمام أحمد رحمه الله عندما سُئل عن حسن الخلق فقال: "هو أن تحتمل ما يكون من الناس".
وأوضحت أن كريم الأخلاق إذا رأى من غيره الأذى بكلمة أو فعل، بقصد أو بغير قصد، احتمله ولم يرد الإساءة بالإساءة، وإنما يعفو ويصفح ويتجاوز ويحلم، مستشهدة بقوله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين".
القدوة النبوية في احتمال الأذى
واستشهدت الخطبة بموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي جذبه بردائه جذبة شديدة وطلب منه مالاً، فضحك النبي وأمر له بعطاء، مؤكدة أن في رسولنا الكريم أسوة حسنة.
وختمت الخطبة بالدعاء للأمير وولي العهد والوطن والأمة الإسلامية، داعية الله أن يوفق القيادة لما يحب ويرضى، وأن يجعل البلد آمناً مؤمناً مطمئناً.