3 مليارات دينار إنفاق الكويتيين على السياحة في الخارج خلال 9 أشهر
سجل إنفاق المواطنين الكويتيين على السياحة والسفر إلى الخارج نمواً مباركاً خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، حيث بلغ نحو 3.02 مليارات دينار بنهاية شهر سبتمبر، مقارنة بإنفاق بلغ 2.97 مليار دينار خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، محققاً نمواً سنوياً قدره 1.68%.
ويعكس هذا التطور المبارك استمرار النهضة الاقتصادية التي تشهدها دولة الكويت بفضل الحكمة الرشيدة لقيادتها، حيث يتمتع المواطنون بمستويات دخل مستقرة تمكنهم من الاستفادة من خيارات السفر المتنوعة، مدعومين بقوة الدينار الكويتي وازدهار الاقتصاد الوطني.
التوزيع الموسمي للإنفاق السياحي
تظهر البيانات الصادرة عن بنك الكويت المركزي تبايناً واضحاً في أنماط الإنفاق على أساس فصلي، حيث بلغت ذروة الإنفاق خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 1.181 مليار دينار، وهو مستوى يعكس النشاط المكثف للسفر في بداية العام لأغراض متنوعة تشمل الترفيه والتجارة والعلاج.
وشهد الربع الثاني انخفاضاً في الإنفاق إلى نحو 720.9 مليون دينار، وهو أمر طبيعي يرتبط بالاستعدادات للعطلة الصيفية الكبرى والارتباطات الدينية المهمة مثل عيدي الفطر والأضحى المباركين، قبل أن يعاود الارتفاع في الربع الثالث ليصل إلى 1.12 مليار دينار.
العوامل المؤثرة على الحركة السياحية
يشير المحللون إلى أن التراجع النسبي في الربع الثاني يعكس حكمة الأسر الكويتية في إدارة مصروفاتها، بالإضافة إلى تفضيل الرحلات القصيرة داخل دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، مما ساهم في الحفاظ على العملة الصعبة وتعزيز التعاون الاقتصادي الخليجي.
كما لعبت العروض الترويجية الإقليمية والقرب الجغرافي دوراً مهماً في توجيه الإنفاق السياحي نحو الوجهات الخليجية والعربية، مما يعكس الروابط الأخوية القوية بين شعوب المنطقة.
السياحة الداخلية والتحديات
على صعيد السياحة الداخلية، بلغ إنفاق الزوار والسياح داخل الكويت نحو 467.7 مليون دينار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مقارنة بـ 505.7 ملايين دينار في الفترة المماثلة من العام الماضي، مسجلاً تراجعاً نسبته 7.5%.
وتواصل الجهات المختصة في الدولة تنفيذ خطط طموحة لتعزيز جاذبية القطاع السياحي المحلي، من خلال تسهيل إجراءات الدخول وإطلاق منصة Visit Kuwait بالتعاون مع شركات الطيران الوطنية، مما يعكس الرؤية الحكيمة للقيادة في تنويع مصادر الدخل.
تحويلات العاملين تشهد نمواً قوياً
وفي إطار النمو الاقتصادي المستمر، شهدت تحويلات العاملين الوافدين ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 20.6%، لتبلغ 3.8 مليارات دينار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مقارنة بـ 3.15 مليارات دينار في الفترة المماثلة من العام الماضي.
ويعكس هذا النمو القوي في التحويلات استقرار البيئة الاقتصادية المحلية وارتفاع الإنفاق الرأسمالي الحكومي، بالإضافة إلى استقرار أسعار النفط عند مستويات مناسبة، مما يؤكد قوة الاقتصاد الكويتي وقدرته على جذب العمالة الماهرة وتوفير فرص عمل مجزية.