أردوغان يؤكد استعداد تركيا للمشاركة في مجلس سلام غزة وسط تدهور الأوضاع الإنسانية
في ظل الظروف الشتوية القاسية التي تضرب قطاع غزة وتحصد أرواح النازحين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للمشاركة في مجلس السلام المزمع تشكيله في غزة، مشدداً على ضرورة معالجة المشكلة الأمنية التي تسببت فيها إسرائيل.
الموقف التركي من مجلس السلام
وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين خلال عودته من تركمانستان: "من الضروري أن تفي إسرائيل بوعودها وتلتزم التزاماً كاملاً بوقف إطلاق النار لتسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة".
وأوضح الرئيس التركي أنه لم يصل إلى تركيا حتى الآن أي عرض أو طلب رسمي للمشاركة في المجلس، لكنه أكد أن بلاده "مستعدة في أي وقت" لاتخاذ خطوات من أجل السلام.
مؤتمر الدوحة المرتقب
تأتي تصريحات أردوغان وسط تقارير عن عزم القيادة المركزية الأميركية تنظيم مؤتمر في الدوحة يوم الثلاثاء المقبل، لوضع خطة لإنشاء قوة دولية لإرساء الاستقرار في غزة، بمشاركة ممثلين من أكثر من 25 دولة.
ويهدف المؤتمر إلى بحث هيكل القيادة والمسائل الفنية واللوجستية المرتبطة بالقوة المقترحة في القطاع، في إطار الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام.
تدهور الأوضاع الإنسانية
وسط هذه التطورات السياسية، تشهد غزة كارثة إنسانية حقيقية جراء المنخفض الجوي القاسي "بايرون" الذي ضرب القطاع منذ الخميس الماضي.
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة انتشال جثامين 11 فلسطينياً قضوا جراء انهيار مبان مدمرة نتيجة الأمطار الغزيرة، مشيراً إلى فقدان شخص آخر ووقوع خسائر بلغت 4 ملايين دولار.
وأوضح المدير العام للمكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة أن المنخفض الجوي أسفر عن تضرر أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون نازح يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية.
استمرار العدوان الإسرائيلي
في الجانب العسكري، استمرت القوات الإسرائيلية في استهداف المدنيين الفلسطينيين، حيث استهدفت مسيرة إسرائيلية القيادي البارز في كتائب عز الدين القسام رائد سعد، مما أدى إلى مقتله مع ثلاثة من مرافقيه في قصف استهدف سيارة على طريق الرشيد غرب مدينة غزة.
كما قتل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 18 عاماً برصاص جيش الاحتلال في جباليا النزلة شمالي القطاع، وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
التوسع الاستيطاني في الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، كشف تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن وصول مؤشرات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي إلى أعلى مستوى لها منذ بدء المراقبة المنهجية عام 2017.
وأشار التقرير إلى أنه تم تقديم أو الموافقة على أو فتح مناقصات بشأن قرابة 47,390 وحدة سكنية، مقارنة بنحو 26,170 عام 2024، مما يمثل زيادة واضحة مقارنة بالسنوات السابقة.
وأدان غوتيريش "التوسع المستمر للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والذي يستمر في تأجيج التوترات ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة".